آخر تحديث: 11/12/2025
تُعدّ اضطرابات الانكسار البصري من أكثر مشكلات الإبصار شيوعًا، وهي تؤدي إلى تشوش أو ضبابية الرؤية عندما تعجز العين عن تركيز الضوء بشكل صحيح على الشبكية. وتشمل قصر النظر (الحسر)، وطول النظر (المدّ)، واللابؤرية (الاستجماتيزم)، وقصور البصر الشيخي (شيخوخة النظر)، ويمكن أن تصيب الأطفال والبالغين في مراحل عمرية مختلفة.
يشرح هذا الدليل ماهية الأخطاء الانكسارية، وأهم أسبابها، وأنواعها، وأعراضها، وكيف يمكن للفحص الشامل للعين أن يساعدك في اختيار الطريقة الأنسب والأكثر أمانًا لتصحيح الرؤية.
لا تتجاهل تشوش الرؤية — احجز فحصًا شاملًا لاضطرابات الانكسار البصري واحصل على خطة علاجية مناسبة لحالتك.

اضطرابات الانكسار البصري هي اضطرابات في الرؤية تحدث عندما لا تنكسر أشعة الضوء داخل العين بالشكل الصحيح للتركيز مباشرة على الشبكية، وهي الطبقة الحساسة للضوء في مؤخرة العين. وبدلًا من تكوّن صورة واضحة، يتركز الضوء أمام الشبكية أو خلفها أو في عدة نقاط، مما يؤدي إلى رؤية مشوشة أو مشوّهة.
وهي ليست مرضًا عينيًا ولا دليلًا على تلف في العين، وإنما خلل بصري شائع يؤثر على وضوح الرؤية. وتشمل الأنواع الأساسية للأخطاء الانكسارية: قصر النظر، وطول النظر، أو اللابؤرية، وقصور البصر الشيخي، ويؤثر كل نوع منها على الرؤية القريبة أو البعيدة بطريقة مختلفة.
تحدث الأخطاء الانكسارية غالبًا بسبب الشكل الطبيعي للعين، وليس نتيجة “إجهاد العين” أو استخدامها بشكل خاطئ. فعندما يكون طول العين أطول أو أقصر قليلًا من المعدل الطبيعي، أو عندما تكون القرنية (السطح الأمامي الشفاف للعين) أكثر تحدبًا أو تسطحًا من الطبيعي، لا يتركز الضوء بدقة على الشبكية. ويكفي هذا الاختلاف البسيط في الشكل ليؤدي إلى تشوش الرؤية.
وتشمل العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بالأخطاء الانكسارية ما يلي:
التاريخ العائلي: إذا كان الوالدان أو الإخوة يستخدمون النظارات، فترتفع احتمالية الإصابة.
مرحلة الطفولة والمراهقة: حيث تستمر العين في النمو والتغير من حيث الحجم والشكل.
العمل القريب لفترات طويلة: مثل استخدام الشاشات أو القراءة عن قرب لساعات طويلة لدى بعض الأشخاص.
التقدم في العمر: بعد سن الأربعين تقريبًا تفقد عدسة العين شيئًا من مرونتها، مما يؤدي إلى قصور البصر الشيخي.
تساعد الفحوصات الدورية للعين على اكتشاف هذه التغيرات في وقت مبكر والحفاظ على رؤية واضحة ومريحة.
قد تتطور اضطرابات الانكسار البصري بشكل تدريجي، لذلك يعتاد كثير من الأشخاص على تشوش الرؤية دون أن يدركوا وجود مشكلة إلا عند تأثر أنشطتهم اليومية. وقد تصيب الأعراض عينًا واحدة أو كلتا العينين، وقد تكون خفيفة في البداية.
ومن أكثر العلامات والأعراض شيوعًا:
تشوش أو ضبابية الرؤية عند النظر للبعيد أو القريب أو كليهما
تضييق العينين أو التحديق لمحاولة تحسين الرؤية
إجهاد العين أو الإحساس بتعب بصري، خصوصًا بعد القراءة أو استخدام الشاشات
صداع متكرر، خاصة في منطقة الجبهة أو حول العينين
صعوبة رؤية لوحات الطريق أو أرقام السيارات أثناء القيادة
ضعف التركيز في الدراسة أو العمل، لا سيما عند النسخ من السبورة
الحاجة إلى تقريب الكتاب أو الهاتف كثيرًا من الوجه أو إبعاده أكثر من المعتاد
عند ملاحظة هذه الأعراض بشكل متكرر، يُنصح بإجراء فحص شامل للعين للتأكد من وجود أخطاء انكسارية أو أسباب أخرى محتملة.
توجد أربعة أنواع رئيسية من اضطرابات الانكسار البصري، ويؤثر كل منها على وضوح الرؤية القريبة أو البعيدة بطريقة مختلفة. وكثير من الأشخاص قد يعانون من أكثر من نوع في آن واحد، مثل قصر النظر مع اللابؤرية.
يعني قصر النظر أن رؤية الأجسام القريبة تكون واضحة غالبًا، بينما تبدو الأجسام البعيدة مشوشة، مثل لوحات المرور، أو السبورة، أو الوجوه من مسافة بعيدة. ويحدث ذلك عندما تكون العين أطول من الطبيعي بقليل أو عندما تكون القرنية شديدة التحدب، فيتركز الضوء أمام الشبكية بدلًا من أن يتركز عليها مباشرة.
طول النظر هو العكس تمامًا، إذ قد يرى المصاب الأجسام البعيدة بوضوح أكبر من الأجسام القريبة، أو قد يعاني من إجهاد العين والصداع عند القراءة أو استخدام الهاتف أو القيام بالأعمال القريبة. وفي هذه الحالة تكون العين أقصر من الطبيعي أو تكون القرنية أكثر تسطحًا، فيتركز الضوء خلف الشبكية.
تسبب اللابؤرية تشوشًا أو تشويهًا في الرؤية على جميع المسافات. وقد تبدو الخطوط المستقيمة مائلة أو مزدوجة، وتظهر حول الأضواء هالات أو خطوط، خاصة أثناء القيادة الليلية. وتحدث اللابؤرية عندما لا تكون القرنية أو العدسة كروية تمامًا، بل تكون أقرب إلى الشكل البيضاوي، مما يؤدي إلى تركّز الضوء في أكثر من نقطة بدل نقطة واحدة واضحة.
قصور البصر الشيخي هو جزء طبيعي من عملية التقدم في العمر وليس مرضًا. ابتداءً من سن الأربعين تقريبًا، تفقد العدسة الطبيعية داخل العين مرونتها تدريجيًا، مما يصعّب التركيز على الأجسام القريبة والنصوص الصغيرة. وغالبًا ما يلاحظ المصاب حاجته لإبعاد مواد القراءة عن عينيه، أو استخدام نظارات للقراءة بالإضافة إلى تصحيح النظر للمسافات البعيدة.
إن فهم أنواع اضطرابات الانكسار البصري الذي تعاني منه هو الخطوة الأولى لاختيار الوسيلة الأنسب لتصحيح الرؤية بشكل دقيق وآمن.
يمكن تصحيح معظم اضطرابات الانكسار البصري بأمان وفعالية بمجرد أن يحدد طبيب العيون قياس النظر بدقة ويقيّم صحة العين العامة. ويعتمد الخيار العلاجي الأنسب لكل شخص على العمر، ونمط الحياة، وطبيعة العمل، ومدى ملاءمة العين للتدخل الجراحي. وتشمل خيارات العلاج الشائعة ما يلي:
هي أبسط وأكثر الطرق شيوعًا لتصحيح الأخطاء الانكسارية. يمكن تعديل النظارات مع تغير قياس النظر، وهي مناسبة لجميع الأعمار تقريبًا، بما في ذلك الأطفال وكبار السن.
عدسات رقيقة تُوضع مباشرة على سطح العين وتوفر مجال رؤية أوسع وحرية أكبر أثناء ممارسة الرياضة والأنشطة اليومية. وتتطلب عناية دقيقة بالنظافة ومتابعة منتظمة للحفاظ على صحة العينين.
تُستخدم أشعة الليزر لإعادة تشكيل القرنية بحيث يتركز الضوء بدقة أكبر على الشبكية، مما يقلل الحاجة إلى النظارات أو يلغيها في بعض الحالات. وليس جميع المرضى مرشحين لهذا النوع من العلاج، لذلك يُعدّ الفحص الدقيق قبل العملية ضروريًا لتقييم سماكة القرنية، واستقرار قياس النظر، وصحة العين العامة.
في بعض الحالات، وخاصة عند وجود درجات عالية جدًا من ضعف النظر أو تغيرات مرتبطة بالتقدم في العمر، قد يوصي الجراح بزرع عدسة داخل العين أو استبدال العدسة الطبيعية. ويتم التخطيط لهذه الإجراءات بعناية فائقة، وغالبًا ما تُجرى لحالات محددة وفق مؤشرات طبية واضحة.
يمكن لطبيب العيون أن يشرح لك مزايا وحدود كل خيار علاجي، ويساعدك على اختيار الطريقة الأكثر أمانًا وملاءمة لتصحيح الرؤية. للمزيد من التفاصيل حول التشخيص وخيارات العلاج، قم بزيارة صفحة خدمات تصحيح النظر والقرنية
اضطرابات الانكسار البصري شائعة جدًا، لكنها لا ينبغي أن تحدّ من جودة حياتك اليومية. سواء كنت تعاني من صعوبة في الرؤية البعيدة، أو تجد مشقة في القراءة عن قرب، أو تلاحظ ازدياد إجهاد العين والصداع، فإن هذه العلامات غالبًا ما تشير إلى حاجتك لإعادة تقييم صحة بصرك.
ومع التشخيص الصحيح والخطة العلاجية المناسبة، يستطيع معظم الأشخاص التمتع برؤية واضحة ومريحة باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، أو من خلال الحلول الجراحية في الحالات المختارة.
إذا كان تشوش أو اضطراب الرؤية يؤثر على عملك أو قيادتك أو جودة حياتك، فقد حان الوقت لإجراء فحص شامل للعين.
لا تتجاهل تشوش الرؤية — قم بحجز فحص كامل للأخطاء الانكسارية واحصل على خطة علاجية مخصصة لحالتك.
يقدّم هذا المقال معلومات تعليمية عامة حول اضطرابات الانكسار البصري وجراحة تصحيح النظر في العين، ولا يُعد بديلًا عن الاستشارة الطبية الشخصية أو التشخيص أو الخطة العلاجية الفردية. تختلف الحالات من شخص لآخر، لذلك يجب دائمًا مناقشة حالتك الصحية وخيارات العلاج المناسبة مع طبيب عيون مختص ومؤهل.
منظمة الصحة العالمية (World Health Organization). العمى وضعف الإبصار: الأخطاء الانكسارية – الأسئلة والأجوبة. 2024. منظمة الصحة العالمية.
MedlinePlus (المكتبة الوطنية الأمريكية للطب). الأخطاء الانكسارية.
عيادة كليفلاند (Cleveland Clinic). الأخطاء الانكسارية: الأنواع والأعراض والعلاج.
مستشفى جونز هوبكنز (Johns Hopkins Medicine). الأخطاء الانكسارية.
تمت المراجعة الطبية بواسطة:
الدكتور معتز سلام
استشاري جراحة المياه البيضاء، وتصحيح النظر، وجراحات الجزء الأمامي من العين، بخبرة تزيد عن 20 عامًا في جراحات الساد وتصحيح الإبصار والعناية بالقرنية في دبي والعين.