مع التقدم في العمر، تمر أجسامنا بعدة تغيرات، قد تؤثر بعضها على صحة البصر. ومن أبرز هذه الحالات التنكس البقعي، الذي يُعد من الأسباب الرئيسية لفقدان النظر لدى كبار السن. إن التعرف على عوامل الخطورة واتباع إجراءات وقائية يمكن أن يسهم في الحفاظ على سلامة الرؤية
التنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر (AMD)، هو حالة تؤثر على جزء صغير من شبكية العين يُعرف بالبقعة، وهي المسؤولة عن الرؤية المركزية الواضحة التي نحتاجها للقيام بأنشطة يومية مثل القراءة والقيادة. عندما يُصاب الشخص بهذا المرض، يصبح من الصعب عليه رؤية ما يقع مباشرة أمامه، بينما تبقى الرؤية الجانبية غالباً سليمة. وتُعد هذه الحالة من أكثر أسباب ضعف البصر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين.
التنكس البقعي الجاف:
الشكل الأكثر شيوعاً، ويمثل 80-90% من الحالات. يتضمن الترقق التدريجي للبقعة مع التقدم في السن.
التنكس البقعي الرطب:
أقل شيوعاً ولكنه أكثر حدة. يتضمن نمواً غير طبيعي للأوعية الدموية تحت شبكية العين، مما قد يؤدي إلى تسرب الدم، مما يؤدي إلى فقدان سريع للرؤية.
إن فهم المخاطر التي تواجهها يمكن أن يساعدك في اتخاذ إجراءات وقائية. تشمل عوامل الخطر الرئيسية ما يلي:
العمر: العامل الأكثر أهمية؛ يزداد الخطر بعد سن الستين.
التاريخ العائلي والجينات: يمكن أن يزيد التاريخ العائلي من خطر إصابتك بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر بسبب العلامات الجينية الموروثة.
التدخين: يزيد التدخين بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.
النظام الغذائي: يمكن أن يزيد النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة - مثل تلك الموجودة في الأطعمة المقلية والوجبات الخفيفة المصنعة واللحوم الدهنية ومنتجات الألبان كاملة الدسم - من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD).
التعرض لأشعة الشمس: قد يزيد التعرض للأشعة فوق البنفسجية على المدى الطويل من خطر الإصابة.
يتكون الضمور البقعي الجاف من ثلاث مراحل. غالباً، لا تظهر أعراض مثل فقدان البصر إلا في المرحلة المتأخرة. ومع ذلك، يمكن لطبيب العيون رؤية علامات عند إجراء الفحص.
المرحلة المبكرة: تتغير البقعة الصفراء، ولكن الرؤية لا تتأثر.
متوسط: قد تصبح الرؤية ضبابية أو متموجة.
متأخر (متقدم): تتدهور الرؤية المركزية تماماً
في حين أن بعض العوامل لا يمكن السيطرة عليها، إلا أن خيارات نمط الحياة يمكن أن تُحدث فرقاً:
نظام غذائي صحي:
الخضراوات الورقية: السبانخ، والكرنب (غني باللوتين والزياكسانثين).
الأسماك: السلمون، والماكريل (غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية).
الفيتامينات: ج، هـ،، الزنك، ومضادات الأكسدة (الموجودة في الفواكه، والمكسرات، والبذور).
فحوصات العين الروتينية: الكشف المبكر هو المفتاح، خاصةً إذا كنت معرضاً لخطر أكبر.
الإقلاع عن التدخين: يقلل من خطر الإصابة بشكل عام ويفيد الصحة العامة.
حماية عينيك: استخدم نظارات شمسية حاجبة للأشعة فوق البنفسجية وارتدِ قبعة عريضة الحواف عند الخروج.
لا يوجد علاج شافٍ حالياً للضمور البقعي المرتبط بالعمر، ولكن يمكن أن تساعد العلاجات في إدارته:
علاجات الضمور البقعي الجاف المرتبط بالعمر:
لا يوجد حالياً علاج طبي معتمد لعكس أو علاج التنكس البقعي الجاف المرتبط بالعمر في مراحله المبكرة. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أن تركيبة محددة من الفيتامينات والمعادن يمكن أن تساعد في إبطاء تطور المرض لدى الأشخاص في مراحله المتوسطة أو المتقدمة. يحتوي هذا المكمل الغذائي عادةً على جرعات عالية من فيتاميني C وE، والزنك، والنحاس، ومضادات الأكسدة مثل اللوتين والزياكسانثين. على الرغم من أنه لا يعيد البصر المفقود، إلا أنه قد يساعد في الحفاظ على البصر المتبقي ويؤخر تدهور البقعة.
علاجات الضمور البقعي الرطب المرتبط بالعمر:
يتطور الضمور البقعي الرطب المرتبط بالعمر بسرعة ويتطلب علاجًا فوريًا للحفاظ على البصر. تتوفر العديد من العلاجات للمساعدة في إدارة هذه الحالة:
حقن مضادة لعامل نمو الأوعية الدموية (VEGF)ِ: وهو بروتين يسبب نمو أوعية غير طبيعية في العين، تُحقن هذه الأدوية مباشرة في العين، وتعمل عن طريق تثبيط بروتين يُسمى VEGF (عامل نمو بطانة الأوعية الدموية)، والذي يُحفز نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت الشبكية. ومن خلال تثبيط هذه العملية، يُساعد العلاج على وقف المزيد من التسرب والتلف، مما يُبطئ فقدان البصر، بل ويُحسّن الرؤية أحياناً.
العلاج الضوئي الديناميكي (PDT): يتضمن هذا الإجراء حقن دواء حساس للضوء في مجرى الدم، والذي ينتقل بدوره إلى الأوعية الدموية غير الطبيعية في العين. ثم يُوجه ليزر خاص إلى الشبكية لتنشيط الدواء، مما يُساعد على تدمير الأوعية الدموية غير الطبيعية دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.
جراحة الليزر: يُستخدم الليزر لإغلاق الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت الشبكية ومنع تسربها. على الرغم من أن هذا النهج أقل شيوعاً اليوم نظرًا لدقة علاجات مضادات عامل نمو بطانة الأوعية الدموية، إلا أنه قد يكون مناسباً في بعض الحالات لمنع المزيد من تلف الرؤية.
يمكن أن يؤثر الضمور البقعي بشكل كبير على بصرك وجودة حياتك، ولكن الكشف المبكر والرعاية المتخصصة يُحدثان فرقاً كبيراً. في مستشفى مغربي للعيون، يُقدم أطباؤنا المتخصصون تشخيصات متقدمة وعلاجاً مُخصصاً للمساعدة في الحفاظ على بصرك.
تحكّم بصحة عينيك اليوم:
فحوصات دورية - للكشف المبكر يُنقذ البصر
إرشادات الخبراء - رعاية مُخصصة من أطباء عيون رائدين
علاجات متطورة - أحدث التقنيات لتحقيق أفضل النتائج
لا تنتظر حتى فوات الأوان. تفضل بزيارة مستشفى مغربي للعيون.
تصحيح البصر بالليزر - الدليل الشامل
صحة العيون عند الأطفال - الدليل الشامل
