آخر تحديث: 4/11/2025

يهدف علاج الساد إلى استعادة صفاء الرؤية الذي يتأثر نتيجة تعتيم عدسة العين الطبيعية. ومع تقدّم الحالة، يبدأ المريض بالشعور بتشوش في الرؤية أو صعوبة في القراءة والقيادة أو تمييز ملامح الوجوه.
تتنوّع طرق العلاج بين العناية غير الجراحية في المراحل الأولى، واستخدام قطرات العين التي تدعم صحة العدسة، وصولًا إلى الجراحة بالليزر التي تُعدّ الحلّ الأكثر فعالية لاستعادة البصر بوضوح وأمان.

تعاني من تشوش أو ضعف في وضوح الرؤية؟ احجز فحصك الشامل اليوم في مستشفيات مغربي واستعد صفاء نظرك بثقة ورعاية متخصصة.

ما هو الساد وأسبابه وأعراضه؟

الساد (إعتام عدسة العين) هو عتامة تدريجية تصيب العدسة الشفافة داخل العين، فتمنع مرور الضوء بشكل واضح نحو الشبكية. ويُعدّ من أكثر أمراض العيون المرتبطة بالتقدّم في العمر شيوعًا.

إنفوجرافيك من مغربي للعيون حول خيارات علاج الساد: هل يمكن علاجه بدون جراحة؟ ومتى تكون الجراحة ضرورية؟ وخيارات الجراحة (Phaco و FLACS).

أعراض الساد

يتطور الساد ببطء، وقد تمرّ الأعراض الأولى دون ملاحظة واضحة، لكن مع الوقت تبدأ التأثيرات على الرؤية. ومن أبرز الأعراض:

  • تشوش أو ضبابية في الرؤية.

  • صعوبة الرؤية في الليل أو في الضوء الساطع.

  • بهتان الألوان أو رؤية هالات حول الأضواء.

  • الحاجة المتكررة لتغيير نظارة القراءة أو النظر.

أسباب الساد

العمر هو السبب الرئيسي، لكن هناك عوامل أخرى قد تسرّع ظهوره، مثل:

  • السكري: يؤثر على توازن عدسة العين وشفافيتها.

  • التعرّض الطويل لأشعة الشمس: يسبب تلف بروتينات العدسة بفعل الأشعة فوق البنفسجية.

  • التدخين والكحول: يضاعف الإجهاد التأكسدي على أنسجة العدسة.

  • بعض الأدوية: كالكورتيزون طويل الأمد.

  • إصابات العين أو العمليات السابقة.

الحفاظ على نمط حياة صحي قد يبطئ تطوّر الساد، لكنه لا يمنع حدوثه تمامًا.

هل يمكن علاج الساد بدون جراحة؟

في المراحل الأولى من المرض، قد يتساءل البعض ما إذا كان بالإمكان علاج الساد دون الحاجة إلى جراحة.

قطرات العين لعلاج الساد

تُروّج بعض أنواع القطرات على أنها قادرة على علاج الماء الأبيض أو "إذابة الساد"، إلا أنّ الدراسات العلمية لم تثبت فعالية أي نوع منها في إزالة الإعتام أو استعادة شفافية العدسة.
قد تُستخدم القطرات فقط لتخفيف الجفاف أو الالتهابات المرافقة، لكنها لا تعالج الساد فعليًا.
الأبحاث مستمرة حول ما يُعرف بـ “العلاج الدوائي للساد” (Cataract therapy)، لكنها ما زالت في المراحل المخبرية ولم تصل إلى نتائج مؤكدة حتى الآن.

العلاجات المنزلية للساد

يلجأ بعض المرضى إلى العلاجات الطبيعية أو المنزلية مثل العسل أو زيت الخروع أو الأعشاب، لكن لا يوجد دليل علمي موثوق على قدرتها على علاج الساد.
مع ذلك، يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تدعم صحة العين وتبطئ تدهور الحالة، مثل:

  • تناول أغذية غنية بمضادات الأكسدة (فيتامين C وE، اللوتين، الزنك).

  • الإقلاع عن التدخين وتقليل الكحول.

  • ارتداء نظارات شمسية تحجب الأشعة فوق البنفسجية.

هذه الإجراءات تدعم صحة العين لكنها لا تعالج الساد نفسه.

الرعاية غير الجراحية في المراحل المبكرة

عندما تكون الأعراض خفيفة، يمكن السيطرة عليها بطرق بسيطة مثل:

  • تحديث النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة.

  • استخدام إضاءة أقوى أثناء القراءة والعمل.

  • اختيار عدسات مضادة للوهج.

  • المتابعة المنتظمة مع طبيب العيون لمراقبة تطوّر الحالة.

هذه الخطوات تخفف الأعراض مؤقتًا، لكنها لا توقف تطوّر المرض، وغالبًا ما يحتاج المريض لاحقًا إلى الجراحة.

في مستشفيات مغربي، يحرص أطباء العيون المتخصصون في علاج الساد على تقييم حالة كل مريض بدقة شاملة، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الخاصة بعينه ونمط حياته، لضمان خطة علاج مخصصة وليست عامة.

تعرّف على المزيد حول أحدث تقنيات علاج الساد بزيارة صفحة علاج الساد في العين.

متى نلجأ إلى الجراحة؟

يُوصى بالجراحة عندما يبدأ الساد بالتأثير على الأنشطة اليومية مثل القيادة أو القراءة أو العمل.
تُعدّ الجراحة الخيار الوحيد الفعّال والدائم لاستعادة الرؤية بوضوح، وتُجرى عادة تحت تخدير موضعي دون ألم تقريبًا.

خيارات الجراحة الحديثة لعلاج الساد

تطورت تقنيات علاج الساد الجراحي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، لتصبح أكثر دقة وأمانًا، وتتيح للمريض استعادة الرؤية بوضوح وبفترة تعافٍ قصيرة.

1. الجراحة القياسية (Phacoemulsification)

وهي أكثر الطرق استخدامًا في العالم.
يقوم الطبيب بإحداث شق دقيق في القرنية، ثم يستخدم الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة المعتمة وسحبها بلطف، وبعدها تُزرع عدسة شفافة جديدة (IOL).
تلتئم الجروح الصغيرة عادة دون الحاجة إلى غرز، وتتحسن الرؤية خلال أيام.

2. الجراحة بالليزر (FLACS)

تعتمد هذه التقنية على ليزر الفيمتوثانية الذي يُنفذ خطوات دقيقة مثل شق القرنية وفتح الكبسولة وتليين العدسة، مما يقلل من استخدام الطاقة ويزيد من دقة النتائج.
تُعد مثالية للحالات المعقدة أو للمرضى الباحثين عن أعلى درجات الدقة والوضوح.

أنواع العدسات المزروعة (IOL)

يتم اختيار نوع العدسة حسب احتياجات المريض ونمط حياته:

  • أحادية البؤرة: للرؤية الواضحة لمسافة واحدة (غالبًا للبعيد).

  • توريك: لتصحيح الاستجماتيزم (اللابؤرية).

متعددة البؤر أو ممتدة البؤرة (EDOF): توفر وضوحًا لمسافات متعددة وتقلل الاعتماد على النظارات.

النتائج والتوقعات بعد الجراحة

يلاحظ معظم المرضى تحسنًا واضحًا في الرؤية خلال 24 إلى 48 ساعة، وتستقر الرؤية خلال أسابيع قليلة.
قد تظهر بعض الأعراض المؤقتة مثل جفاف العين أو وهج الأضواء أو هالات ليلية، لكنها عادة تزول تدريجيًا.
ينبغي مراجعة الطبيب فورًا في حال الشعور بألم شديد، أو احمرار، أو انخفاض مفاجئ في الرؤية.

الأبحاث المستقبلية لعلاج الساد بدون جراحة

يواصل الباحثون دراسة مواد دوائية قد تعمل على منع تراكم البروتينات أو إذابتها في العدسة، وهو ما يُعرف بالعلاج الطبيعي أو غير الجراحي للساد.
ورغم النتائج الأولية المشجعة في المختبر، إلا أنّ هذه العلاجات لم تُثبت فعاليتها سريريًا بعد، ولا تزال الجراحة الخيار الآمن والفعّال الوحيد.

رحلة المريض من التشخيص إلى التعافي

تمر رحلة علاج الساد بعدة مراحل بسيطة ومنظمة:

  1. الفحص الأولي: يشمل فحص النظر، وتصوير العين، وتقييم شفافية العدسة.

  2. خطة العلاج: يشرح الطبيب كل الخيارات المتاحة ويقترح الأنسب للحالة.

  3. يوم العملية: تُجرى تحت تخدير موضعي وتستغرق من 15 إلى 20 دقيقة لكل عين.

  4. العناية بعد الجراحة: استخدام القطرات الموصوفة وتجنب فرك العين والمتابعة المنتظمة.

  5. التعافي: يعود المريض لمعظم أنشطته خلال أيام قليلة برؤية أوضح وثقة أكبر.

الخلاصة

لقد تطوّر علاج الساد من إجراء بسيط لاستبدال العدسة إلى تقنية طبية دقيقة ومخصصة لكل مريض.
القطرات والعلاجات المنزلية قد تساعد في الحفاظ على صحة العين، لكنها لا تشفي الساد.
وللحصول على رؤية واضحة وطويلة الأمد، تبقى الجراحة — التقليدية أو بالليزر — هي الخيار الأمثل والآمن.

للتقييم ووضع خطة علاج مخصصة، احجز استشارتك الآن مع أطباء العيون في مستشفيات مغربي الصحية.

المراجعة الطبية

الدكتور وائل المناوي

استشاري طب العيون وجراحات الساد والزرق — مستشفيات مغربي، أبوظبي.

إخلاء المسؤولية الطبية

تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط، ولا يُعدّ بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة.
قد تختلف أعراض الإعتام وخيارات العلاج من مريض لآخر.
لذلك، يُنصح دائمًا بمراجعة طبيب عيون مرخّص أو اختصاصي مؤهل للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة لحالتك الفردية.

المراجع

الأسئلة الشائعة

أسئلة شائعة عن طرق علاج الساد